كذب المستشرقون


 

كذب المستشرقون

******

قبل أن يغادر "نابليون" القاهرة عائِدًا إلى بلاده، أرسل رسالة لخليفته على مصر"كليبر" كلفه فيها بالعديد من الأمور الهامة، وكان أهم مافي الرسالة قوله له: اجتهد في أن تجمع 500 شخصًا من المصريين حتى إذا لاحت لك السفن تقبض عليهم وترسلهم إلى فرنسا فإذا وصل هؤلاء إلى فرنسا نحتجزهم مدة سنة أو سنتين يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون تقاليدنا وعاداتنا ليكونوا بعد أن يعودوا لبلادهم حزبا لنا ينشرون ثقافتنا ويضمون لها غيرهم "، وعلى الرغم من مقـتل "كليبر" قبل تنفيذ الوصية وفشل "مينو" في تنفيذها أيضا إلا أن محمد علي قد قدم لهم هذه الخدمة على طبق من ذهب وأرسل لهم خيرة شباب مصر أمثال"رفاعة الطهطاوي" وغيره وكان هذا الفعل من أجلّ ما قدمه "محمد علي" لفرنسا فقد تلقف المستشرقون أمثال (جومار، وسلفستر دي ساس) هؤلاء الشباب وصنعوهم على أعينهم وأعدّوهم لأعظم مهمة في نظر الاستشراق وهي استبدال الهوية الإسلامية بالهوية العلمانية المتحررة من أية مبادىء أو قيود، وقد كان حيث ظهر في مصر ثم العالم العربي بعد ذلك أجيال من المنحرفين ضعاف النفوس الذين بهرتهم ثقافة ضالة وحضارة مادية لا تعرف ديناً ولا قيماً ، فانساحوا فيها وانقلبوا على ثوابت دينهم وقيم أمتهم واتهموها بالرجعية والتخلف، ومن هنا مُسِخت ثقافتنا الإسلامية وبدلًا من إعادة "الأزهر"إلى سابق عهده ومجده تم وأده تماماً وحلت مكانه علمانية الغرب بفجرها وعهرها، وتلاعب الغرب بعقول العرب يوجهونهم أينما أرادوا عن طريق هؤلاء المنبهرين المنحرفين.

وها نحن اليوم نحصد ثمرة ما زرعه أولئك المُدجنين الذين صنعهم الغرب على عينه  رسالة نابليون لكليبر ذكرها أحمد حافظ عوض في كتابه "فتح مصر الحديث"، وأشار إليها الدكتور محمود شاكر في كتابه "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا."

 

 

 

Previous
Next Post »