اليوم العالمي للغة العربية

 


                                   اليوم العالمي للغة العربية

*************  

الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربيّ مبين ، على نبيه المصطفى الأمين ، القائل عن نفسه " أنا أفصح العرب بيد أني من قريش " اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وآله وصحبه بيضة الدين ، ومنْ قدّس لغة القرآن وإلى يوم الدين ، وسلّم تسليما كثيرا.... وبعد : فإنّ اللغة العربية ليست فقط أغني لغات العالم وأكثرها ثراء ، ولكنها أعرق لغة عرفتها البشرية، يؤكد ذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن لغة آدم -عليه السلام - في الجنة كانت العربية ، التي هي أيضا لسان الله يوم القيامة، لقوله -عليه الصلاة والسلام - تعلموا العربية وعلموها الناس، فإنها لسان الله يوم القيامة .ولجمالها ونقائها تغنى بها الشعراء، وأبدع بها الأدباء، فسجلوا إعجابهم نظما ونثرا وبقيت كلماتهم مدوية في الأرض ، محلقة في السماء .

*يقول عنها ( أمير الشعراء) أحمد شوقي مفاخرًا :

- إن الذي ملأ اللغات محاسنًا**جعل الجمال وسره في الضاد .

*ويقول حليم دموس ..شاعر لبناني :

- لغة إذا وقعت على أكبـادنا ** كانت لنا بردًا على الأكباد .

- ستظل رابطـــةً تؤلف بيننا ** فهي الرجاء لناطقٍ بالضاد

*ويقول عن نفسها على لسان حافظ إبراهيم :

- وسعـتُ كتـاب الله لفظـا وغايـة**وما ضقتُ عـن آي بـه وعظـات  

- أنا البحرُ في أحشائه الـدر كامـنٌ**فهل سألوا الغواص عن صدفاتي .

*وقال عنها الإمام الشافعي:

لسانُ العربيةِ أوسعُ الألسنةِ مذهبا، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيطُ بجميع علمه إنسانٌ غيرُ نبيّ .

* قال عنها ابن تيميّة رحمه الله :

"اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب ".

لا عجب أن يدرك أبناؤها قيمتها ، وينبهروا بخصائصها ، فتخلب ألبابهم ، ويستقر عشقها في قلوبهم ، فتفيض الألسنة لتعبر عن مكنون تلك القلوب ٠٠ إنّما العجب كُلّ العجب أن يُفتن بها أُناسٌ من غير بني جلدتها ، فقد سحرتهم ببريقها ، فوقعوا صرعى أمام حسنها وجمالها ، وسجلوا إعجابهم بكلمات خالدة، لا تليق بها العجالة ٠

ولعمري..إنّها الدّرة المصونة، أكثر اللغات بيانا، وأشرفها قدراً ومقاماً . بها ترنّم الشعراءُ  وأبدع الأدباءُ ، في كلماتها حُسنٌ مبهرٌ ، وسحر مدهشٌ ، وجمال طغى على كل جمال . لغة تفصح عن مكنونات الروح بأفضل ترجمان، وتعطي بحرفها الآخاذ أحلى بيان، لغة حباها الله قدراً من الجمال وكمّا من البهاء وهي كما قيل عنها :وُلدت آية في الجمال، ليس لها طفولة، ولا شيخوخة . وهذا أغرب ماوقع في تاريخ البشريّة عاشت العربيّة عيشة هنيّة في أحضان أبنائها، وكل متحدث بها  وعادت عما قريب إلى سالف عهدها ." وما ذلك على الله بعزير" ٠

 


Previous
Next Post »