الكـبــت

 

 الكـبــت  

***

الكبت: آلية دفاعية نفسية لا واعية يقوم فيها الفرد بإخراج شحنة الغضب والعنف الداخلي. بحجب الأفكار، والذكريات ، والرغبات، والمشاعر المؤلمة وغير المقبولة من العقل الواعي ودفنها في العقل اللاوعي، وذلك لحماية نفسه من الألم العاطفي، والقلق، والذنب المرتبط بها وإعتبره (سيجموند فرويد) حجر الزاوية لنظريته، وأنه ضروري للحفاظ على الصحة النفسية، بتجنب الصراعات المباشرة مع الرغبات الغريزية والقيم الأخلاقية، وهذه المواد المكبوتة لا تختفي تمامًا، بل تظل نشطة في اللاوعي وتؤثر بشكل غير مباشرعلى السلوك، وقد تظهرعلى هيئة  أعراض عصبية مثل القلق أو الإكتئاب أو بعض الأعراض النفسجسمية،  فلتات لسان،  أحلام ذات معاني رمزية،  صعوبة في تكوين علاقات ومشاكل في التواصل وأعراض (الكبت النفسي) ، تشمل علامات وأعراض المشاعر المكبوتة، مثل تقلبات مزاجية أو ردود فعل مربكة،  وصعوبة في التركيز، واتخاذ القرارات،  والنسيان، و التهيج أو الغضب، الشعور بالذنب أوالخجل، والألم المزمن والتوتر في الجسم، الشعور بالإنفصال عن المشاعر وعن العالم الخارجي والتعامل مع الكبت، يكمن في العلاج النفسي، لا سيما التحليل، لجلب هذه الأفكار والمشاعر المكبوتة من اللاوعي إلى الوعي للتعامل معها وحل النزاعات المرتبطة بها ، مما يؤدي إلى التخفيف من الأعراض. ويمكن أن تشمل طرق التعامل،:-العلاج بالكلام مع معالج نفسي مختص،  التعبير عن المشاعر وكتابتها في مذكرات،  ممارسة الاسترخاء والتأمل واليوجا للمساعدة في تخفيف التوتر الجسدي والنفسي وتظل العناصر المكبوتة موجودة في اللاوعي وتؤثر على سلوك الفرد دون أن يشعر، مما يجعل التفسير صعباً، ويسبب أضراراً،  نفسيًة والإصابة بالقلق والإكتئاب، وصعوبة التعامل مع الضغوط، وانفجارات عاطفية،  وجسديًة تظهر على شكل صداع مزمن، إضطرابات في الجهاز الهضمي، والإرهاق ، وتغيرات في الشهية أو النوم،  وقد يلجأ الفرد لسلوكيات غير صحية كالإفراط في تناول الطعام أو التدخين كوسيلة للتأقلم، والتعامل مع الكبت، بالتواصل ومحاولة التحدث عن المشاعر مع شخص ثِقة أو مع متخصص، كذلك الوعي بالمشاعر والتعرف عليها والتعبير عنها، وإستشارة متخصص، إذا كان خطر على حياتنا لذلك يعتبر الكبت أزمة في المجتمع، وبالأخص العجزعن التعبير عن الغضب أو القهر أو الغيظ، ولو أنك إنفجرالفرد في رئيسك فالنتيجة هي (تحقيق وعقوبة !) او في أستاذك فالنتيجة (مجلس تأديب وفصل !) ،  في الضابط المستفز فتكون النتيجة (شتائم ثم تلفيق تهمة) ، مع زوجتك (إنت ازاي تكلمني كده ؟! ، ماما كان معاها حق لما قالت إنك إنسان سافل !) ، واذا تشاجرت مع أي شخص، النتيجة هي أن تصحو في المستشفى لتتشاجر مع التمريض، وهكذا لا يوجد أحد يتحمل إنفجارك، وهذه مشكلة حقيقية، وفي كل رمضان سوف تقرأ في الصحف جرائم نتيجة الكبت لأسباب تافهه، فالأمر لا يتعلق بالجوع ولكن بإخراج شحنة الغضب والعنف الداخلي.

  " منقول بتصرف"

 


Previous
Next Post »