أكرم العرب
*********
روى الإمام أحمد في المسند من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : أمرني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بسبع 》أمرني بحب المساكين والدنو منهم ،
وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أقول بالحق
وإن كان مُراً ، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأمرني
أن أكثر من قول لا حول ولا قوة ألا بالله ، فإنهن من كنز تحت العرش《وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جوادا كريما وكان أعظم ما يكون جوداً وكرماً في رمضان كان أجود من
الريح المرسلة. روى البيهقي في شعب
الإيمان من حديث عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:《 أول صلاح هذه الأمة اليقين والزهد، وأول فسادها البخل والأمل《ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا المعنى فكانوا
للجود والكرم عنوانا.
أكرم العرب :
جلس شباب المسلمين يوما في ساحة الكعبة
يتسامرون فقالوا : من أكرم العرب؟ فقال بعضهم :عبد الله بن جعفر
بن أبي طالب وقال بعضهم :بل سعيد بن سعد بن عبادة ، وقال فريق ثالث : بل
هو عرابة الأوسي. وكان الناس قد
اتفقوا على أن هؤلاء الثلاثة هم أكرم العرب فأرادوا أن يعرفوا من أكرمهم فقالوا : لنرسل لكل
واحد من الثلاثة واحدا يسأله ونرى رده لنفصل بينهم .فذهب الأول : إلى عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب فوجده قد وضع رجله في سرج فرسه ليذهب للصيد فنادى قائلا : يا عبد الله بن جعفر، فقال عبد الله بن جعفر: من؟
قال الرجل : بن سبيل منقطع ، فأنزل
عبدالله بن جعفر رجله من سرج فرسه وقال للسائل : خذا هذا الفرس ومعه في السرج
أربعة آلاف دينار، وأربعة أثواب ، وسيفا كان لعلي بن أبي طالب. فأخذهم السائل وعاد
بهم إلى القوم في الحرم وقص عليهم ما حدث. وذهب الثاني: إلى
سعيد بن سعد بن عبادة فطرق عليه بابه فخرجت له الجارية
فقالت : من؟ قال :عابر سبيل
منقطع ، قالت له : حاجتك أهون من أن أوقظه من نومه : فأعطته سبعمائة دينار، وقالت له : والله ماعندنا في الدارغيرها،
واذهب إلى معاطن الإبل(المكان الذي تبيت فيه الإبل)فخذ لك راحلة ، وعلفالها، وخادما
وامض إلى حال سبيلك، فلما استيقظ سعيد طلب من الجارية أن
تأتيه بالسبعمائة دينار،فقصت عليه ما حدث، فقال لها : أو فعلت ذلك وأنا نائم ؟ قالت : نعم ، قال:اذهبي فأنت حرة. فعاد الرجل إليهم في الحرم وقص عليهم ما حدث. وذهب الثالث: إلى
عرابة الأوسي هذا تغنى فيه الشاعرلعظمة جوده وكرمه فقال: إذا ما راياتهم
رفعت بمجد **تلقاها عرابة باليمين
وكان عرابة قد طعن في السن وكف بصره ولم يعد
عنده مال بسبب جوده وإنفاقه. فذهب الرجل إليه
فوجده يسير بين عبدين يأخذان بيديه إلى المسجد، فقال
الرجل: يا عرابة ، فقال عرابة : من؟ فقال الرجل : ابن سبيل منقطع، فقال
عرابة : ياويح عرابة لم
تبقى عنده لحقوق الناس شيئا (انظروا ماذا قال عن الصدقة) وسلت يديه من العبدين وقال : خذ هذين ، فقال السائل: أأخلي بينك وبين عكازك في الطريق
فقال عرابة : إن لم تأخذهما فهما
حران، فأخذهما وعاد إلى القوم عند الكعبة وقص
عليهم ماحدث.
فقالوا: كلهم كرام وأكرمهم عرابة لأنه جاد عن حاجة.
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon