اغتنام اللحظة

 



اغتنام اللحظة

***********

جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له: أجبني عن أربعة مسائل :

الأولى:   ما هوالواجب؟  وما هو الأوجب؟

الثانية:  ما هو القريب؟ وما هو الأقرب؟

الثالثة:  ما هو العجيب؟  وما هو الأعجب؟

الرابعة: ما هو الصعب؟ وما هو الأصعب؟

فقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:

الواجب:  هو طاعة الله و الأوجب : هو ترك الذنوب

والقريب: هو يوم القيامة والأقرب: هو الموت

والعجيب: هي الدنيا والأعجب: هو حبها

والصعب: هو القبر والأصعب : هوالذهاب بغير زاد

أربعة أجوبة تحمل الدين كله فلا يغرنك المادحون ، ولا يغرنك القادحون،لأن الحقيقة تقول :(بل الإنسان على نفسه بصيرة) لأنه من خطورة العيش بين الطاعة والمعصية ، أنك لا تدري في أي فترة منهما ستكون الخاتمة. فاغتنم لحظتك الآن وافعل الطاعة إخلاصاً لا تخلصاً، وحافظ على النوافل تقرباً لا تكرما. فأنت والله أحوج للطاعة . وربك سبحانه غني عنها . واجعل كل همك أن يحبك الله ، واعلم أن الحرام يبقى حراماً حتى وإن فعله كل الناس، فدعك منهم فسوف تحاسب وحدك. لذا استقم كما أمرت لا كما رغبت ، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي نفس محمد بيده لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتجزون بالإحسان إحساناوبالسوء سوءاويقول صلى الله عليه وآله وسلم"يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراةغرلا"كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين. واعلم أنه لاشيء يستحق الحزن والندم في حياتك سوى تقصيرك في جنب الله . أشد الناس ندما يوم القيامة هم المهدرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة، لأنه : بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية ، أو تسبيحة ، أو تحميدة أو تهليلة ، والمتاجرة مع الله ليس لها حدود .واعلم أن حسن الخاتمة أن تموت وأنت بريء من الشرك ، ومن النفاق ، ومن البدعة . حسن الخاتمة هو أن تموت وأنت على الكتاب والسنة، حسن الخاتمة أن تموت سليم القلب، طاهر النوايا ، حسن الأخلاق ، لاتحمل غلا ولا حقداولاحسدا لمسلم .واجعل رجاءك في الله كبير

وقف أعرابي أمام قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال :اللهم هذا حبيبك ، وأنا عبدك، والشيطان عدوك ، فإن غفرت لي سرحبيبك ، وفازعبدك، وحزن عدوك ، وإن لم تغفر لي : حزن حبيبك ، وهلك عبدك ، وفرح عدوك وأنت أكرم من أن تحزن حبيبك وتهلك عبدك وترضي عدوك ، اللهم إن كرام العرب إذا مات فيهم سيد أعتقواعبيدهم عند قبره ، وهذا سيد العالمين فاعتقني من النار عند قبره ، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، و أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

 


Previous
Next Post »