جبـر الخـواطر




جبـر الخـواطر
************
1- انتهت إجازته، وركب الطائرة عائداً إلى بلده، وكان بجانبه امرأة مسنة قليلة الخبرة  . وفي الطائرة قاموا بتقديم وجبات الطعام ، ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء  ، فتحت المرأة المسنة قطعة ( الحلوى ) و بدأت تأكلها بقطعة خبز، ظناً منها أنها قطعة جبنة، بسبب اللون الأبيض ، وعندما اكتشفت أنها  حلوى  شعرت بإحراج شديد ، ونظرت إلى الرجل الذي بجانبها، فتظاهر بأنه لم يرَ ما حصل  . وبعد ثوان قليلة ، قام بفتح قطعة الحلوى  من صحنه، وقام بما قامت به المرأة المسنة تماماً، فضحكتْ المرأة .  فقال لها: الله يهديك يا حجة لماذا لم تخبريني أنها حلوى وليست جبنة ! فقالت المرأة: وأنا كذلك ياولدي كنت أظنها جبنة مثلك ! بالتأكيد كان يعرف أنها ليست جبنة ، ويعرف أنها رحلة وتنتهي، ويعرف أنها مجرد امرأة بسيطة .
قال سفيان الثوري: ( ما رأيت عبادة أجلَّ وأعظم من جبر الخواطر ) وإماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس، لايقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم.

2 - مرت إمرأة بجانب رجل معاق ذهنيا وبيده عود يرسم به على الأرض ، فأشفق قلبها عليه وسألته : ماذا تفعل هنا ؟ قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت وقالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها ؟ وكم ثمنها ؟
نظر إليها وقال : نعم القطعه بعشرين ريالا.
أعطت المرأة المجذوب عشرين ريالا وبعض الطعام وذهبت، وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة ، وفي الصباح قصت الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع الرجل المعاق ، فقام الزوج وذهب إلى الرجل ليشتري قطعة منه ، وقال له : أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها ؟
قال الرجل : لا أبيع . فتعجب الرجل وقال له : بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين ريالا !
فقال الرجل المعاق : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين ريالا ، بل كانت تجبر بخاطري ، أما أنت فتطلب الجنة وحسب والجنة ليس لها ثمن محدد ، لأن دخولها يمر عبر "جبر الخواطر"
[ اجبروا خواطر بعضكم بعضا فإنه من سار بين الناس جابرا للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر]
  


Previous
Next Post »