واو الثمانية
********
في القرآن الكريم لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين
باللغة العربية الفصحى وآدابها ومنها واو الثمانية ,
هذه الواو تأتي
قبل ترتيب الاسم الثامن في الجملة ، كما في قوله تعالى:
( ولو كان من عند غيرالله لوجدوا
فيه اختلافا كثيرا ) (82 النساء)
سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر
سبعة أشياء مذكورة على نسق واحد منغير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو , فنقول :
محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد.
وفي القرآن الكريم قول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ
الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
(112 التوبة) صدق الله العظيم , فقد ذكر سبعة أوصاف ثم ذكر الثامن بالواو .
و قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم (عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ
أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ
تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5 التحريم) صدق الله العظيم
وتقترن واو الثمانيه بلفظ (ثمانية) دون غيرها .
مثل قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( سَيَقُولُونَ
ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا
بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً
ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) ( الكهف 22) صدق الله العظيم
لم يعطف بالواو في رابعهم ولا في سادسهم بل عطف بها
في ثامنهم
و قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا
صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) ( الحاقة7) صدق الله العظيم
وأعجب من ذلك ما جاء في سورة الزمر في بيان حال الكفار
في دخول النار
قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ
آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ
حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) (71 الزمر) صدق الله العظيم
وعن دخول المؤمنين أبواب الجنة قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
(73 الزمر) صدق الله العظيم
لاحظ إضافة حرف الواو هنا فالأولى لم تقترن بالواو
ومعلوم ان ابواب النار سبعة أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية
.
وفائدة الواو
توكيد لصوق الصفة بالموصوف، والدلالة على أنّ اتصافه بها أمر ثابت مستقر؛ وهذه
الواو هي التي آذنت بأنّ الذين قالوا سبعة قالوه عن ثابت علم وطمأنينة نفس، ولم
يرجموا بالظن كما رجم غيرهم؛ والدليل على ثبات قولهم أنّ الله سبحانه أتبع القولين
الأولين قوله: "رجمًا بالغيب" وأتبع الثالث قوله: "وما يعلمهم إلا
قليل". وقال: "سبعة وثامنهم كلبهم " على القطع والثبات.
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon