الإمــام "وَرْش"

 


الإمــام "وَرْش"

*****

أشهر قُراء القرآن الكريم ما بين 110 - 197 هجريًّه ، وما زلنا نستمتع بقراءة "القرآن الكريم" برواية الإمام "ورش"، والإمام "ورش" رحمه الله ؟ هو الإمام "أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عديّ المصريّ"، سافر إلىٰ "المدينة المنورة"، وقرأ القرآن علىٰ يد الإمام "نافع المَدنيّ"، إمام القُرّاء بالمدينة المنورة آنئذ، وأحد القُرّاء العشرة المعتبَرين.

كان الإمام "ورش" شديد البياض قصيرًا سمينًا، وكان جلبابه قصيرًا، فإذا مشىٰ بان بياض ساقيه، فشبّهه الإمام "نافع" بطائر "الورشان" الأبيض وأطلق عليه ذلك اللقب، لكن المصريين الذين يميلون عادة للتخفيف سَمَّوه "ورش" بدلًا من "ورشان".

عاد الإمام "ورش" إلىٰ مصر، وانتشرت روايته للقرآن الكريم، وذاع صيتها؛ واحتلت المركز الثّاني في ذيوعها بعد رواية الإمام "حَفص عن عاصم" (الذي حظي بتلاميذ مهرة، نشروا روايته في أسيا وصولًا للهند، رغم أنها أصعب قراءة، حيث يحقق فيها الهمز ويُتِم الكسر وتلك من أصعب مخارج الحروف، ومن تَعَلم رواية حفص تصبح بقية الروايات والقراءات العشر أسهل .

ذاعت رواية الإمام "ورش" في مصر، خاصة في الصّعيد وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتشاد وغرب إفريقيا والسّنغال والنّيجر ومالي ونيجيريا، ووصلت للأندلس بأسبانيا.

كان الإمام "ورش" بارع في اللغة العربية وعلومها، ولم ينازعه أحد في حسن تلاوته للقرآن الكريم، وإليه انتهت رئاسة الإقراء في الدّيار المصرية، ومات عن "سبع وثمانين" سنة، عام 197 هجريًّا ودُفن بمصر(وللأسف تم هدم قبره مؤخرًا رغم أنه أثر تعدى الـ 1250 سنة)!

سَماع القرآن الكريم برواية الإمام "ورش" في غاية الرّوعة والإبداع، حيث نلاحظ تخفيف همزات القطع وتسهيلها وإبدالها ونقلها، وإمالة الألف فتصبح كهيئة نُطق حرف الياء في آواخر بعض الكلمات، وترقيق الرّاء، وتغليظ صوت اللام طِبقًا لشروط وضوابط مُعينة، وكلها منقولة عن "رسول الله" صلّى الله عليه وسلّم، عن الرُّوح الآمين "جبريل" عليه السّلام، عن "ربِّ العالمين".

 


Previous
Next Post »