ثورة في عالم الطاقة


 

ثورة في عالم الطاقة

**********

معدن الثوريوم الثقيل والمشع بشكل معتدل، يُعد وقودًا محتملاً قد يُحدث ثورة في عالم الطاقة والنقل. وفقًا لشركة "Laser Power   System" الأمريكية، فإن غرامًا واحدًا من الثوريوم يحتوي على طاقة تعادل ما تنتجه 7500 جالون من البنزين، مما يجعله مرشحًا ليكون وقود المستقبل. و رغم المخاوف التقليدية المرتبطة بالطاقة النووية، فإن هذه التقنية الجديدة لا تعتمد على اليورانيوم الخطير وغيرالمستقر، بل على الثوريوم، الذي يُعد أكثر أمانًا وأقل إشعاعًا. و شركة "Laser Power Systems"، ومقرها ولاية كونيتيكت الأمريكية، تعمل على تطوير محرك يعتمد على هذا العنصر لإنتاج الكهرباء بطريقة آمنة وصديقة للبيئة نسبيًا.

ولأن الثوريوم يصدر إشعاع ألفا فقط، وهو نوع من الإشعاع لا يستطيع اختراق الجلد البشري، ويمكن احتواؤه بسهولة داخل حاوية معدنية سميكة. كما أنه غير مناسب لصناعة الأسلحة النووية، مما يقلل من خطر استخدامه لأغراض عسكرية. أضف كما أنه متوفر بكثرة في الطبيعة، ولا سيما في دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا والهند.

تعتمد هذه التقنية على استخدام ليزرعالي الكثافة لتسخين الثوريوم، مما يولد حرارة هائلة تُستخدم لغلي الماء وإنتاج البخار. هذا البخار يدير توربينات صغيرة تولّد الكهرباء اللازمة لتشغيل السيارة. ويبلغ وزن النظام الكامل حوالي 227 كيلوجرامًا فقط، مما يحوّل السيارة إلى محطة طاقة صغيرة متحركة. مدى غير محدود؟بحسب الشركة، فإن مركبة مزودة بثمانية غرامات فقط من الثوريوم يمكنها قطع مسافة تصل إلى مليون ميل دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود. هذا يعني سنوات من القيادة دون توقف، ووداعًا لمحطات الوقود التقليدية. و رغم الحماسة الكبيرة حول هذه التقنية، إلا أن الأبحاث لا تزال جارية، ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات العلمية المستقلة حول التأثيرات الصحية والبيئية لهذه المادة، خاصة في ما يتعلق بإمكانية تحوّل إشعاعها إلى أنواع أخرى أكثر خطورة في ظروف معينة. كما يجب التنبه إلى البعد الجيوسياسي، فقد يرى البعض أن هذه المبادرة هي محاولة أمريكية للهيمنة على سوق الطاقة الجديدة والتحكم بأسعار "الوقود النووي الآمن".



Latest
Previous
Next Post »