بلاغة البهلول


 

1-   من كل بستان زهرة

بلاغة البهلول

*****

 حكي ان بهلول دخل على أبي حنيفة وهو على المنبر فسمعه يقول ان الامام الصادق (ع) يزعم ان للناس افعالاً تصدر منهم بالاختيار وهذا كذب لانه لا فعل لأفعال العباد إلا من الله، وزعم أن أبليس يعذب بالنار وهو مخلوق من النار والجنس لا يعذب بجنسه، وزعم ان الله موجود ولا يجوز عليه الرؤيا وهذا كذب لأن كل موجود مرئي.

فلما سمع البهلول كلامه عمد الى قطعة طين يابس وشج بها رأس ابي حنيفه فسال الدم من رأسه فجاء أبو حنيفه الى هارون الرشيد شاكياً فأحضر هارون الرشيد البهلول فسأله لماذا فعلت هذا بامام المسلمين؟

فقال البهلول :- سله عن هذا، ألم يقل ان الأفعال كلها من الله فحسب قوله ان الله هو الذي شجه وليس انا، وقال ايضا ان الجنس لا يعذب بجنسه فلماذا تألم حين رميته بالطين الذي أصله التراب وهو من التراب، وقال ايضاً ان ان كل ما هو موجود مرئي فسله عن الألم الذي حصل له هل هو مرئي؟ وهكذا استطاع البهلول ان يُبرِأ نفسه ببلاغته.

Previous
Next Post »