حسّ التذوق الأدبي
*****
إن الطبيعة العربيّة في عصورها الأولى رغم فقرها وقفرها كانت مصدرإلهام للشعراء المبدعين، ان العربيّ
لديه القدرة الفائقة على وصف ما حوله، وإظهاره بصورة تطابق الواقع، وربما تفوق
الواقع، إنه الحسّ المرهف، والخيال الخصب
والأفق الرحب، والنظرة الثاقبة ، والقريحة المتقدة، إنها نظرية التعويض،
التي يمنّ الله بها على منْ يشاء من عباده، سبحان الله ! وها هو العربي يصف بيئته
بكل ما فيها، ومن فيها، وهو واقف أمام الأطلال، يبكى الديار، ويُخاطب الأثافي (
الحجارة ) والأوتاد، ويجعل من مخاطبة الأطلال مقدمة لقصيدته مهما كان غرضها،
فالشعرعنده شيء تجيش به نفسه فتقذفه على لسانه، إنها الجبلّة العربية .
لقد وصف المظاهر الكونية، والليل وطوله،
والنجوم وما تحمله من طالع، ووصف الربوع والأطلال والأرض والأزها، وصف الحروب وأدواتها وما يعتريها من أمو، كصليل السيوف،
وصهيل الخيول، وقدح السنابك.
لقد سمت نفسه، وتسامت روحه، فشبه النساء
بالظباء، والمها الأبيض والحبل بالعقبان والعصي، والعيس بالسفن العظام التي تمخر
العباب .
ولم يقف الوصف عند حدّ المحسوسات بل
تخطاه إلى كل المعاني الإنسانية ، تجلّت في عواطف ذاتية فريدة ، ممجدة للفضائل،
متمثلة في قيم جمالية كالكرم والشجاعة،
ونصرة المظلوم، والتعفف غيرها كثير .
والشعر العربيّ الجاهليّ سجل حافل للحياة العربية ،فتلك قطرة من بحر يفيض, فطوبى
لمن رُزق حسّ التذوق الأدبي.
*****
إن الطبيعة العربيّة في عصورها الأولى رغم فقرها وقفرها كانت مصدرإلهام للشعراء المبدعين، ان العربيّ
لديه القدرة الفائقة على وصف ما حوله، وإظهاره بصورة تطابق الواقع، وربما تفوق
الواقع، إنه الحسّ المرهف، والخيال الخصب
والأفق الرحب، والنظرة الثاقبة ، والقريحة المتقدة، إنها نظرية التعويض،
التي يمنّ الله بها على منْ يشاء من عباده، سبحان الله ! وها هو العربي يصف بيئته
بكل ما فيها، ومن فيها، وهو واقف أمام الأطلال، يبكى الديار، ويُخاطب الأثافي (
الحجارة ) والأوتاد، ويجعل من مخاطبة الأطلال مقدمة لقصيدته مهما كان غرضها،
فالشعرعنده شيء تجيش به نفسه فتقذفه على لسانه، إنها الجبلّة العربية .
لقد وصف المظاهر الكونية، والليل وطوله،
والنجوم وما تحمله من طالع، ووصف الربوع والأطلال والأرض والأزها، وصف الحروب وأدواتها وما يعتريها من أمو، كصليل السيوف،
وصهيل الخيول، وقدح السنابك.
لقد سمت نفسه، وتسامت روحه، فشبه النساء
بالظباء، والمها الأبيض والحبل بالعقبان والعصي، والعيس بالسفن العظام التي تمخر
العباب .
ولم يقف الوصف عند حدّ المحسوسات بل تخطاه إلى كل المعاني الإنسانية ، تجلّت في عواطف ذاتية فريدة ، ممجدة للفضائل، متمثلة في قيم جمالية كالكرم والشجاعة، ونصرة المظلوم، والتعفف غيرها كثير . والشعر العربيّ الجاهليّ سجل حافل للحياة العربية ،فتلك قطرة من بحر يفيض, فطوبى لمن رُزق حسّ التذوق الأدبي.
Sign up here with your email

ConversionConversion EmoticonEmoticon