كُل ما لا يعنيك يؤثرعليك

 


كُل ما لا يعنيك يؤثرعليك

************

كان الفأر يعيش في مزرعة بها خيرات كثيرة، رأى يوماً صاحب المزرعة يخرج مصيدة من صندوق، فاندفع كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاؤوا بمصيدة الفئران،يا ويلنا وهنا صاحت الدجاجة محتجة :تزعجنا بصياحك وعويلك، فالمصيدة سيتم إعدادها لك، هذه مشكلتك أنت وحدك  .
فتوجه الفأر إلى الخروف :احذروا، احذروا ففي البيت مصيدة .
فتبسم الخروف وقال :يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب .
هنا لم يجد الفأر بُـدّاً من الأستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف :في بيتنا مصيدة !يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها، فهل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟
و بعد ما تبين له أن لا أحد يهتم قررأن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، و قرر الابتعاد من مكمن الخطرونام بعيـداً قرير العين .
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة ،  وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعباناً يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبته فأراً وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت الإسعافات الأولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة. فقام المزارع بذبح الدجاجة لتوفيرحساء لزوجته، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم، ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام وجاء المعزون بالمئاتواضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم  .
و بذلك يكون الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأرالذي كان مستهدفاً بالمصيدة و كان الوحيد الذي استشعر الخطر، بينما الآخرون حسبوا أنهم بعيدون عن المصيدة فلم يستشعروا الخطر، بل استخفوابمخاوف الفأرالذي كان يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما يتصورون .


Previous
Next Post »