*شَهَادَاتُ قَسَاوِسَةِ النَّصَارَى المُنْصِفِينَ * *فِي الدِّفَاعِ عَنْ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ*


 

  *شَهَادَاتُ قَسَاوِسَةِ النَّصَارَى المُنْصِفِينَ *
*فِي الدِّفَاعِ عَنْ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ*  

*********
(والرَّدُّ على المَدْعُو زكريا بطرس)  
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبِه ومَن والاه وبعد. فَإِنَّ المسلمَ يَنبَغِي أَلَّا يَقلَقَ علَى الإِسلامِ إذا هَاجَمَهُ الأَعدَاءُ* ، فاللهُ تعالى قال :" يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [٣٢]  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (33  التوبة ). وفي الصحيح قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم:"إنَّ اللهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ,فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَها,وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا"(صحيح مسلم ٢٨٨٩). لَكِنَّ القَلقَ الحَقيقِيّ عِندَما يَتعرّضُ الإِسلامُ لِلهُجُومِ والسُّخرِيةِ مِن أَتباعِه ( مِن مِثلِ إبراهيم عيسى وابن البحيري وأشباهِهم )، ذَاكَ هُو الخَطرُ الحَقِيقِيُّ لمَا يَتَرَتَّبُ عليهِ مِن العُقُوباتِ العَامَّةِ التِي تَعُمُّ الصَّالِحَ والطَّالِح ، ولا تُفَرِّقُ بَينَ مُطِيعٍ وعَاصٍ ، لِأَنَّ المُطِيعَ لَمْ يَأمُرْ بِالمَعرُوفِ ولَمْ يَنْهَ عَنِ المُنكَر ، قال تعالى :"وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(٢٥ الأنفال ).وفي الصحِيحَيْنِ قالتْ زَينَبُ (رضي الله عنها) :" يَا رَسُولَ اللهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ"؟ قال: "نَعَمْ؛ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ ". أَمَّا مُحَاوَلَاتُ أَعداءِ الإِسلامِ لِلنَّيْلِ مِن دِينِ الإِسلامِ ونَبِيِّ الإِسلامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، فَهِي مُحَاوَلاتٌ فَاشِلةٌ* ، سَبَبُهَا ضَعفُ المُسلمِينَ في تَمَسُّكِهِمْ بِالدِّين ، فَفتَحُوا الطَّرِيقَ لِلأَقزَامِ كَيْ يَتَطَاوَلُوا عَلى نَبِيِّ الإِسلامِ ، وأَتَاحُوا الفُرْصَةَ لِغَيرِ الشُّرَفَاءِ كَي يَتَحَدَّثُوا عَنِ الشَّرَف ، وتَرَكُوا أَصْحَابَ الرَّذِيلَةِ يَرْفَعُونَ عَلَمَ الفَضِيلَةِ ، وهُمْ لا يَعْرِفُونَ أَنْسَابَهُمُ الأَقْرَبِين ، و لَو اجْتَهدَ أَحَدُهمْ أَن يَصِل إلى اسْمِ جَدِّهِ الرَّابِع بَلِ الثَّالِثِ لَمْ يَستَطِع ، فَالمُجتمَعُ عِندَهُم لا جُذُورَ له ، ومُعْظَمُهُمْ لا يَتَزَوَّجُ مِنَ الأُنْثَى إِلّا بَعدَ أَن يُنْجِبَ مِنهَا وَلَدَيْنِ ، ثُمَّ يَطْعَنُونَ فِي النَّبِيِّ الكَرِيم ، صَاحِبِ الشَّرَفِ العَظِيم  !! ،" تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ"( النجم ٢٢).  والنَّبِيُّ مُحَمّدٌ صلى الله عليه وسلم لا يَحْتاجُ إلَى شَهَادَةِ أَحَدٍ مِنَ المُسلِمينَ فَضْلًا عَن غَيرِ المُسلمِين* ، فَقدِ شَهِدَ لهُ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ مِن فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ، لَكِنْ نُزُولًا علَى قَاعِدة " الحَقُّ مَا شَهِدَتْ بهِ الأَعدَاءُ" ، فَهُمْ لَنْ يَقبَلُوا دِفَاعَنَا عَن حَبِيبِ قُلُوبِنَا ، فَلْنَأْتِ لَهُمْ بِشَهَادَةِ المُنْصِفِينَ الدَّارِسِينَ لِلإِسلامِ مِن غَيرِ المُسلِمِينَ، كَي تَكُونَ الشَّهادَةُ عليهِم مِن أهْلهِم كما قال تعالى " وشهد شاهد من أهلها ".
أَوَّلًا - الكاتبُ الكبيرِ صاحبُ موسوعةِ قصةِ الحضارة ويل ديوارنت WILL* DURANT: قال "إذا أرَدْنَا أن نَحكُمَ على العَظمَةِ بما كانَ لِلعَظيمِ مِن تَأثِيرٍ في النَّاس، لقُلْنَا: إنَّ مُحَمّدًا كانَ مِن أَعظَمِ عُظَمَاءِ التَّارِيخِ، فلَقَدِ أَخذَ علَى نَفْسِه أنْ يَرفعَ المُستَوى الرُّوحِيّ والأَخْلاَقِيّ لِشَعْبٍ أَلْقَتْ بِه حَرارَةُ الجَوِّ وجَدْبُ الصَّحرَاءِ في دَيَاجِيرِ الهَمَجِيَّة.لَقدْ نَجَحَ مُحَمّدٌ  صلى الله عليه وسلم في تَحقِيقِ هذا الغَرَضِ نَجَاحًا لمْ يُقارِبْهُ فيهِ أَيُّ مُصلِحٍ آخَرَ في التَّارِيخِ كُلِّه، ومِنَ النَّادِرِ أنْ نَجِدَ إِنسَانًا غَيرَهُ حَقَّقَ ما كانَ يَحْلُمُ بِه. فَعِندَما بَدَأ مُحمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  دَعوَتَه ، كَانِت الجَزيرَةُ العَربِيَّةُ عِبارَةً عن قَبائِلَ مُتَنَاحِرَةٍ غَارِقةٍ في الشِّركِ والوَثَنِيَّة ، ولكنَّهُ عِندَما مَاتَ وتَركَها كانَتْ أُمَّةً مُتماسِكَةً". (المرجع كتاب "قصة الحضارة"؛ للمؤرِّخ والفيلسوف الأمريكي WILL DURANT المتوفى سنة 1981، ص ١٧٤).
ثَانِيًا - الدُّكتور مايكل هَارت* دكتوراه في علم الفلك من جامعة برنستون صاحب كتاب "الخالدون مائة أعظمهم محمد"، في الصّفحة 13 يقول: “لَقدِ اخْتَرْتُ مُحَمَّدًا فِي أوّلِ هذِه القَائِمَة، لأنّ مُحمَّدًا هو الإِنسانُ الوحِيدُ في التَّاريخِ الذِي نَجَحَ نَجَاحًا مُطلَقًا على المُستَوى الدِّينِيّ والدُّنيَوِي، وهُو قَد دَعَا إلى الإسلامِ ونَشَرَهُ كَوَاحدٍ مِن أَعظَمِ الدِّيانَاتِ ، وأَصبحَ قَائِدًا سِيَاسِيًّا وعَسكَرِيًّا ودِيِنِيًّا، وبَعد 13 قَرنًا مِن وفَاتِه، فإِنَّ أَثرَ مُحَمَّدٍ مَا يزَالُ قَوِيًّا مُتَجَدِّدًا”.(المرجع :كتاب "العظماء مائة"؛ للكاتب والمؤرخ الأمريكي اليهودي MICHAEL H.HART ، أستاذ علم الفلك والفيزياء وتاريخ العلوم ص ٣).
ثَالثًا - تيموتاوس النسطوري المسيحي* ، أسقف الكنيسة الآشورية في القرن الثامن قال: "مُحَمَّدٌ حَقٌّ لِكُلِّ تَقدِيرٍ وتَكرِيمٍ، مُحَمَّدٌ سَلَكَ طَريقَ الأَنبِياء؛ لأَنَّهُ عَلَّمَ النَّاسَ الوَحدَانيَّة، ودَلَّهُمْ علَى الأَعمالِ الصَّالِحَة، وحَارَبَ الشِّركَ وعِبادَةَ الأَوثَانِ .
رَابِعًا - الكاتبة البريطانية KAREN ARMSTRONG الدكتورة كارين آرمسترونج* الراهِبة السابقة، وصاحِبة الكتابات القوية في مجال مقارنة المعتقدات وتاريخِها - قالت: "لقَدْ قَدَّمَ مُحَمّدٌ   صلى الله عليه وسلم دُرُوسًا مُهِمَّةً للبَشَريَّة ، لَيسَ للمُسلمِينَ فَحَسْب ، بَل ولِأَهلِ الغَربِ أَيضًا . لَقدْ كَانتْ حَيَاتُهُ جِهَادًا، وكَلِمَةُ جِهَاد لا يَنحَصِرُ معنَاها بالحُروبِ الدِّينِيَّة ، بَل الجِهادُ مِن المُجالَدةِ (المجاهَدة) ، فقَدْ بذَلَ مُحَمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  جُهُودًا كَبيرَةً لِإحْلالِ السَّلامِ في جزيرةِ العَربِ التي مزَّقَتْهَا الحُرُوبُ وشَتَّتَهَا الاقْتِتَالُ فيما بينَها ، ونَحنُ اليومَ بَحاجَةٍ مَاسَّةٍ لِشَخصِيَّاتٍ تَحْذُو حَذْوَ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم.
لقَدِ كَرَّسَ مُحَمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  حَيَاتَهُ لمُحَارَبةِ الظُّلمِ والجَشَعِ والطُّغيانِ . لقَد أدْرَكَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الجَزيرَةَ العَربِيَّةَ كَانتْ علَى مُفتَرَقِ طُرُقٍ، وقَد عَلِمَ أنَّ العَاداتِ القَبَليَّةِ لَم تَعُدْ نَافِعَةً كَمنهَجِ حَيَاةٍ؛ لِذلِكَ قَامَ مُحَمَّدٌ  صلى الله عليه وسلم  بِبَذْلِ نَفْسِهِ وجُهْدِهِ لِتَقدِيمِ حُلولٍ وتَرسِيخِ مَنهَجِيَّةٍ جَدِيدَةٍ للحَيَاة ".
المرجع( مقدمة كتابها "محمد، نبيٌّ لهذا الزمان" MOHAMMAD APROPHET FOR OUR TIME طبعة دار Harper Collins لسنة 2006).
خَامِسًا - المؤرِّخ الأمريكي واشنجتون إيرفينج* WASHINDTON IRVING قال :"بِالرغمِ مِن انتِصَارَاتِ مُحَمَّدٍ  صلى الله عليه وسلم  العَسكَرِيَّة ، لَم تُثِرْ هذِه الانتِصارَاتُ كِبرِيَاءَهُ أو غُرُورَهُ، فَقد كَانَ يُحَارِبُ مِن أَجلِ الإِسلامِ لا مِن أَجلِ مَصْلحَةٍ شَخْصِيَّةٍ، وحَتَّى فِي أَوْجِ مَجْدهِ حَافَظَ الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - علَى تَواضُعِهِ وبَسَاطَتِه، فكَانَ يَمنعُ أَصحَابَهُ إذَا دَخَلَ عَليهِم أنْ يَقُومُوا له أو يُبَالِغُوا في التَّرحِيبِ به، وإنْ كانَ قَد هَدفَ إلى تكوينِ دَولةٍ عَظيمَةٍ، فإنَّها كَانتْ دَولةَ الإِسلام، وقَد حكَمَ فيها بِالعَدْلِ، ولَمْ يُفكِّرْ أن يَجعَلَ الحُكْمَ وُرَاثِيًّا لِأُسْرَتِهِ ".
( المرجع كتاب "حياة محمد" "THE LIFE OF MAHOMET" صفحة 142 طبعة سنة 1850).
سَادِسًا - الناشطة البريطانية آني بيسانت* ANNIE BESANT، في محاضرة لها ألقَتْها في الهند في عام 1903قالت : "إِنَّهُ مِن المُستَحيلِ علَى مَن يَدرُسُ سِيرَةَ وشَخصِيَّةَ النَّبِيِّ العَربِيّ العَظِيم، ويَدرُسُ كيفَ كَانتْ دَعوَتُهُ وكيفَ كانتْ حَياتُه، لا يَملِكُ إلَّا أَن يَشعُرَ بِالتَّبجِيلِ والاحْتِرامِ لهذا النَّبِيِّ العَظيمِ الذِي كَانَ وَاحِدًا مِن أعظَمِ وأَسمَى الأَنبِياءِ جَمِيعًا. وقَد أذكُرُ لكُمْ فِي كَلامِي أَشيَاءَ قَد تَبدُو مَألُوفَةً ومَعرُوفَةً عندَ كَثيرِين ، ولَكِنِّي شَخصِيًّا، كُلَّما أَعَدُّتُ القِراءةَ في حَياتِهِ وسِيرتِه، تَنْتَابُنِي مَشَاعِر جَدِيدَة مِن الاحتِرامِ والتَّبجِيل لِهذَا المُعَلِّمِ العَربِيّ العَظِيم".
(ANNIE BESANT) الكاتبة والناشطة الحقوقية البريطانية، رئيسة البرلمان الوطني الهندي سنة 1917، المتوفاة سنة 1933، هذا الكلام كان جزءًا من محاضرة ألقتها (ANNIE BESANT) في الهند سنة 1903
سَابِعًا - الأديب الإنجليزي بيرنارد* قال : " إِنَّ العَالَمَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ لِشَخصٍ فِي تَفكِيرِ مُحَمَّدٍ، هَذا النَّبِيُّ الذِي لَو تَوَلَّى أَمْرَ العَالَمِ اليومَ لَوُفِّقَ فِي حَلِّ مُشكِلَاتِنَا بِما يُؤَمِّنُ السَّلامَ والسَّعَادَةَ التِي يَتَمَنَّاهَا البَشَرُ ".
ثَامِنًا - الأديب البريطاني جورج ويلز* قال : " إِنَّ مُحَمّداً أَعظَم مَنْ أَقَامَ دَولةً لِلعَدلِ والتَّسامُح".
تَاسِعًا - المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون* : "إِنَّ النَّبِيَّ مُحَمدًا هُو أعظمُ رِجالِ التَّارِيخ".
عَاشِرًا - الباحث الانجليزي لايتنر* قال : " إِنِّي لَأجْهَرُ بِالقَولِ لِمَجِيءِ اليومِ الذِي يَحتَرِمُ فيهِ النَّصَارَى المَسيحَ عليه السلام احتِرامًا عَظِيمًا بِاحتِرَامِهِمْ النَّبِيَّ مُحَمّدًا ، وإِنَّ المَسيحِيّ الصّادقَ هو الذِي يَعْتِرفُ بِرسَالةِ النَّبِيِّ مُحَمَّد".
حادي عشر- الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل* الحائز على جائزة نوبل في كتابه الأبطال قال : “لَقد أَصبَحَ مِن أكبرِ العَارِ على أَيّ فَرْدٍ مُتَحَدِّثٍ في هذا العَصرِ أنْ يُصغِيَ إلى ما يُقالُ مِن أنّ دِينَ الإسلامِ كَذِبٌ، وأنَّ مُحمّداً خَدَّاعٌ مُزَوِّر . وقَد رَأيْناهُ طُولَ حَياتِه رَاسِخَ المَبدَأ، صَادقَ العزمِ بَعيدًا ، كَرِيمًا بَرًّا ، رَؤُوفًا ، تَقِيًّا ، فاضِلًا، حُرًّا، رَجُلًا شَديدَ الجدّ، مُخلِصًا، وهو مع ذلك سَهلُ الجَانبِ، ليِّنُ العَريكة، جمُّ البِشر والطّلاقة، حميدُ العِشرة، حلوُ الإيناس، بل ربّما مَازحَ ودَاعبَ. وكانَ عادِلًا، صَادقَ النّية، ذَكِيَّ اللُّب، شَهْمَ الفُؤاد، لَوْذَعِيًّا، كأنّما بينَ جَنبَيْهِ مَصابيحُ كلّ ليلٍ بَهيمٍ، مُمْتِلِئًا نُورًا، رَجُلًا عَظِيمًا بِفِطرَتِه، لم تُثَقِّفْهُ مَدرَسةٌ، ولا هَذَّبَهُ مُعَلِّمٌ، وهُو غَنِيٌّ عن ذَلك”. وبعد أن أفاضَ كارليل في إنصافِ النَّبِيِّ مُحمّدٍ خَتم حديثَه بهذه الكلمات  : “هَكذا تكُونُ العَظَمَة، هكَذا تكُونُ البُطولَة، هكذا تكونُ العَبقَرِيَّةُ".
وبَعدُ ، فَهذا غَيضٌ مِن فَيضٍ ، ونُقطَةٌ مِن بَحرٍ مَلِئٍ بالشَّهادَاتِ المُنصِفَةِ لِلنَّبِيّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، تِلكَ الشَّهادَاتِ التِي تُلقِمُ زكريا بُطرس وسائرَ المُسْتَهزِئِينَ حَجَرًا وَأَيّ حَجَرٍ ، إنَّه حَجَرٌ أَصابَهُم مِن بني مِلَّتِهِم، فهو جَدِيرٌ بأنْ يُخْرِسَ أَلسِنَتَهُمْ لَو كَانَتْ في العُروقِ دِمَاءٌ، فَلْيَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِالرَّدِّ علَى المُنْصِفِينَ مِن غَيرِ المُسلِمِين، وَلَنْ يُفْلِحُوا في ذَلك أبَدًا . وإِنَّنِي أُهِيبُ بِكُلِّ مُسلِمٍ أَنْ يَتَعلَّمَ دِينَهُ ، كَي يُحْسِنَ الدِّفَاعَ عَنه ، وأنْ يَقْرأَ فِي سُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وفِي سِيرَتِه كَي يَتَمَكَّنَ مِن الدِّفَاعِ عنْه، إذْ كَيفَ يُدَافِعُ عَن الرَّسُولِ مَن لا يَعرِفُ شَيْئًا عَنْه .وَفَّقَ اللهُ المُسلمِينَ لِمَا فِيهِ نُصْرَةُ دِينِهِمْ ونَبِيِّهِم ، ورَدَّ اللهُ عَن الإِسلامِ ونَبِيِّهِ كَيدَ الكَائِدِينَ وحِقْدَ الحَاقِدِين ، إنَّهُ بِكُلِّ جَميلٍ كَفيلٍ وهو حَسبُنَا ونِعمَ الوَكِيل . كتبه /محمد قريطم  


Previous
Next Post »