يسروا ولاتعسروا



يسروا ولاتعسروا
**************
قال أعرابي لامرأته : إنت طالق حتى "حين."
و ندم بعدها وأراد ان يردها ، لكنه إحتار في تفسير كلمة  "حين". فذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله  :متى يعود إلى زوجته ؟ ، فلم يجده فى بيته وقتها.  فذهب إلى أبى بكر وسأله عن تفسير كلمة "حين"
فقال أبو بكر: حُرِّمت عليك زوجتك حتى الموت ولا تحل لك . فتركه وذهب إلى عمر بن الخطاب وسأله نفس السؤال ، فقال له :حرمت عليك أربعين سنة . فتركه وذهب إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه وسأله
فقال: حرمت عليك عاما كاملا .  فتركه وذهب إلى على بن أبي طالب وسأله .
فقال: حرمت عليك ليلة واحدة . فتركه وذهب وهو في حيرة من أمره ! ،  بأي الآراء يأخذ فى تفسير معنى "حين" . فعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فوجده فى بستان وحكى له ماحدث والآراء فى تفسير كلمة "حين" ، فقال الرسول أجلس، وأرسل إلى أصحابه ، ولما جاءوا سألهم  :
‏لماذا يا أبا بكر حرمت عليه زوجته حتى الموت؟
فقال : يارسول الله من القرآن يقول تعالى: ( فمتعناهم حتى حين) ، ومعنى الحين هنا حتى الموت .
فسكت رسول الله ، ثم وقال وأنت ياعمر ؟
قال : من القرآن يارسول الله ، أول سورة الإنسان يقول تعالى  :( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شئا مذكورا ) و"حين" هنا أن آدم مكث فى الجنة أربعين سنة قبل أن ينزل الأرض . 
فسكت رسول الله ، ثم قال وأنت يا عثمان لماذا حرمت عليه زوجته عاما ؟
قال : من القرآن يارسول الله يقول تعالى : ( مَثَلُ كلمةٍ طيبة كشجرة طيبة تؤتى أُكلها كل حين) والحين هنا عام فأكثر الثمر يثمر كل عام مرة .
فسكت رسول الله ثم قال : وأنت يا على؟
قال : من القرآن يارسول الله ، يقول الله تعالى: ( فسبحان الله حين تمسون وسبحان الله حين تصبحون) وحين هنا تعنى ليلة.
فرح النبى صلّى الله عليه وسلم من أصحابه ، وكانت هذه الرواية سبباً فى أن يقول  :( أصحابى كالنجوم بأيِّهم أهتديتم ، أقتديتم ). وقال الرسول صَلى الله عليه وسلم للأعرابى  : خذ برأى علي بن أبى طالب فإنه أيسر لك .
‏الهدف من الرواية إنها توضح سماحة الإسلام  ، وتقبله لتفسيرات مختلفة لنفس الكلمة وتوسعه في تفسير الأحكام ومدى تسهيل الرسول على المسلمين ، باختيار أسهل الأحكام وأكثرها ملائمة.  


Previous
Next Post »