الآميش و الحريديم - زهور المعرفة

الآميش و الحريديم

***************

- الموسيقي حرام والمعازف من الشيطان
- التصوير حرام ويجب محو الوجوه من الصور
- حرام قيادة المرأة للسيارة ولو اضطرت لذلك ، يلزم وجود ذكر بالغ معها
- التطعيمات محرمة
- ممنوع حلق اللحية ويجب حف الشارب
- البنوك والمعاملات المالية عبرها محرمة
- التأمين محرم ، فهو يتعارض مع مبدأ القضاء والقدر
- التعليم المدني العلمانى محرم
- يتم إتباع النصوص الدينية بظاهرها ولا يمكن تأويلها
- كل من يخالف التعاليم السابقة يعتبر مبتدع ويتم هجره من الجماعة وحتى من زوجته .
هذه ليست تعاليم السلفية الوهابية التى يعيش أتباعها بيننا ، بل هى تعاليم طائفة دينية تعيش فى الولايات المتحدة ، تسمى ( الآميش ) وهى طائفة محدودة الأتباع ، حيث يبلغ عدد أتباعها نحو ربع مليون مؤمن يرفضون كل محاولات ادماجهم فى المجتمع الأمريكى ويفضلون العزلة التامة عن المجتمع كما يؤمنون بوجوب تنفيذ نصوص الإنجيل كما هى بظاهرها دون تأويل أو اعمال العقل بها ، لديهم المرأة المتزوجة تغطى شعرها بغطاء أبيض بينما الغير متزوجة تغطيه بغطاء أسود ، ولا يستعملون الهواتف ، لا المتنقل ولا الثابت منها ولا يتعاملون بالنقود ولا يشربون الكحول .مثلهم مثل طائفة (الحريديم) فى اليهودية فهم يشبهونهم تماما ، غير أن الحريديم يزيدون على الآميش بفرض النقاب على النساء والفتيات الصغيرات .

كل المجتمعات تشتمل على مذاهب وتيارات فكرية راديكالية ( أصولية ) متشددة تفسر الكتب الدينية تفسيرا حرفيا لا فهم ولا تأويل فيه ، يقفون عند ظاهر النصوص ويرفضون أى اجتهاد وأى إعمال للعقل ، كما يكفرون كل مخالف ويتهمون كل مجتهد بالابتداع والهرطقة والخروج عن التعاليم الإلهية المقدسة فى كل العالم ، تم تحييد تلك الجماعات الأصولية المتزمتة وتم التعامل معهم كنتوء فكرى فى مجتمعات سوية متزنة لا تخشى على نفسها ولا على تكوينها وقواعدها من التفكك والانهيار نتيجة وجود مثل تلك الجماعات الرجعية . فى مجتمعاتنا التى يغلب عليها الجهل وتحكمها أنظمة ديكتاتورية متسلطة ، تنمو وتزدهر شجرة التطرف والأصولية الخبيثة وسط تلك المجتمعات بكل أريحية ، تارة مدعومة من الأنظمة الحاكمة بغرض تخويف والهاء المجتمع وتارة أخرى مدعومة من المجتمع نفسه الذى يعيش ثقافة التطرف والجهل والخرافة ، كثقافة حياة يمارسها بشكل يومى وروتينى فلا يجد حرجا ولا غضاضة فى توغل تلك الجماعات الرجعية بين أبنائه . الفرق بين السلفية المسيحية واليهودية وبين مثيلتها الإسلامية ، هو أن الأخيرة لا تكتفي بقناعتها بما تؤمن به من أفكار وتفسيرات ، ولكنها تسعى وبكل جهدها لنشر بل وفرض تلك القناعات على الجميع ، سواء فى داخل مجتمعاتها الطبيعية أو خارجها وهو ما يعرف بعالمية الدعوة. بينما اكتفى الحريديم والآميش وغيرهم بالانكفاء على الذات والانعزال عن المجتمع ، تسعى السلفية إلى وهبنة المجتمع وسلفنة الأمة كلها ، وهنا تكمن الخطورة وهنا تكون الكارثة .لذلك تشتعل المنطقة ويشتعل العالم وينشغل بمساعى الأصولية لنشر أفكارها بالقوة والقتال والتفجير والانتحار والانغماس بين الأغيار الكفار .