بِــر الوالـدين - زهور المعرفة

بِــر الوالـدين

-----------

بر الوالدين ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس والديك ، أو على أيديهما ، أو حتى على قدميهما ، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما ، البر هو أن تستشف مافي قلب والديك ، ثم تنفذه دون أن تنتظر أمرا منهما ، البر هو أن تعلم ما يسعدهما ، فتسارع إلى فعله ، وتدرك ما يؤلمهما ، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً ، وأن تحرص على راحة والديك ، ولو كان على حساب سعادتك ، أن ترفه عن والديك بما يجلب لهما السعادة والفرح و أن تفيض على والديك من مالك ولو كانوا يمتلكون الملايين أكثر منك ، فالعطاء محبة ولو بالقليل ، أبحث عن راحتهم ، فلا تسمح لهم ببذل الجهد ، فيكفي ما بذلاه منذ ولادتك ، الى ان بلغت هذا المبلغ من العمر ، استجلب ضحكتهم ، ولو غدوتَ في نظر الجميع مهرجاً ،ان طرق البر المؤدي الى الجنة غير محصور بقبلة ، قد يعقبها الكثير من التقصير. بل من البر أن تكرمهما وتعظم أمرهما حتى بعد وفاتهما ، بالدعاء لهما ،وحسن الخلق، والتصدق علي روحهما، وتفقد كل من كان له صلة بهما. بر الوالدين ؛ ليس مناوبات وظيفية ، بينك وبين إخوانك بل مزاحمات على أبواب الجنة. يقول الله في القرآن الكريم : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( لقمان15) ، (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ( الأسراء23) ، (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( الأنعام151) صدق الله العظيم .

ويقسم الأبناء في بر الوالدين الي خمسةأقسام :

1- الأول : وهو العاق الذي لا يفعل ما يأمره به والداه .

2- الثاني : يفعل ما يؤمر به والداه وهو كاره، فلا يؤجر علي فِعله.

3- الثالث : يفعل ما يؤمر به ، ويتبعه بالمنّ والأذى والتأفّف ورفع الصوت ، يرتكب وزرٌ ويعاقب عليه

4- الرابع : يفعل ما يؤمر به ، بطيبة نفس ، وهو مأجور .

5- الخامس : يفعل ما يريده والداه قبل أن يأمروا به ، وهذا هو الأبن البارُّ الموفق .

لا تسأل عن بركة الأبوين وأعمارهم ففي دعائهم الصحة والسعادة وسعة الرزق ، وانشراح الصدر ، وتيسير الأمور ، و " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "*