*** الجوع الكافر
رُوي أن أعرابياً قد ولاه الحجاج بعض النواحي ، فأقام بها مدة طويلة ، فلما
كان بعض الأيام ، وَرَدَ عليه أعرابي من حَيِّهِ ، فَقَدَّمَ إليه الطعام ، وكان
إذ ذاك جائعاً ..
فسأله عن أهله فقال : ما حال ابني عمير ؟ قال : على ما تحب
قال : وما فعلت أم عمير ؟ قال : صالحة أيضا
قال : فما حال الدار ؟ قال : عامرة بأهلها
قال : وكلبنا إيقاع ؟ قال : قد ملأ الحي نبحاً
قال : فما حال جملي زريق ؟ قال :
على ما يسرك
فالتفت الرجل إلى خادمه وقال : ارفع الطعام ,فرفعه ولم يشبع الأعرابي
ثم أقبل عليه يسأله : قال : يا مبارك الناصية ، أَعِدْ عليَّ ما ذكرت
قال : سل عما بدا لك
قال : فما حال كلبي إيقاع ؟ قال :
مات.
قال : وما الذي أماته ؟ قال :
اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات
قال : أومات جملي زريق ؟ قال :
نعم.
قال : وما الذي أماته ؟ قال : كثرة
نقل الماء إلى قبر أم عمير
قال : أوماتت أم عمير ؟ قال : نعم
قال : وما الذي أماتها ؟ قال :
كثرة بكائها على عمير
قال : أومات عمير ؟ قال : نعم
قال : وما الذي أماته ؟ قال : سقطت
عليه الدار
قال : أوسقطت الدار ؟ قال : نعم
فقام له بالعصى ضارباً .. فَوَلَّى الأعرابي هاربا.
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon