خطأ الأصمعي


 

  خطأ الأصمعي  

*******

كان الأصمعي سيد اللغة في زمانه، كان يجلس في مجلس هارون الرشيد مع باقي العلماء، فكان إذا اختلف العلماء التفت إليه هارون أمير المؤمنين قائلاً: قل يا أصمعي، فيكون قوله الفصل. ولذلك وصل الأصمعي من مرتبة اللغة الشيء العظيم.  وفي يوم وبينما هو يدرّس كان يستشهد بالأشعار والأحاديث والآيات القرآنية ومن ضمن استشهاده قال: (وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوٓا۟ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءًۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰالًا مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ غفورٌ رحِيم) وكان من بين الحضورأعرابي فقال: يا أصمعي، كلام من هذا؟!فقال الأصمعي: كلام الله!

قال الأعرابي: حاشا لله أن يكون هذا كلامه!

فتعجب الأصمعي وتعجب الناس.

قال الأصمعي: يارجل انظر ماذا تقول! هذا كلام الله.

قال الأعرابي: حاشا لله أن يقول هذا الكلام!

قال له: يارجل، أتحفظ كلام الله؟! قال الأعرابي : لا

قال: أقول لك إن هذا الكلام كلام الله.

فقال الأعرابي: يستحيل أن يكون هذا الكلام كلام الله!

كاد الناس أن يضربوه! كيف يكفر بآيات الله؟!

فقال الأصمعي: اصبروا، وهاتوا المصحف وأقيموا عليه الحُجة .

فجاؤوا بالمصحف.  فقال: اقرأوا، فقرأوا؛ (وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوٓا۟ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءًۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰالًا مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المائدة (38)

فكان آخر الآية (عزيزٌ حكيم) ولم يكن (غَفورٌ رَحِيم).  فتعجب الأصمعي وتعجب الناس وقالوا: يا رجل، كيف عرفت وأنت لا تحفظ الآية؟!

فقال الأعرابي: "عَزّ فَحَكَمَ فَقَطَع، ولوغَفَرَ و رَحِمَ ما قَطَع، فهذا موقف عزةٍ وحكمةٍ وليس بموقف مغفرةٍ ورحمة فكيف تقول غفورٌ رحيم؟!"

فقال الأصمعي: والله إنا لا نعرف لغة العرب!

 

Previous
Next Post »