من حكم في ماله ما ظلم




من حكم في ماله ما ظلم

******************
ذكر الذهبي أن رجلا متكبرا عليه من حسن الهيئة والزهوما عليه كان يطوف في السوق فمرت به امرأة تبيع السمن . فقال لها : ماذا تبيعين أيتها المرأة ؟ قالت له : أبيع سمنا يا سيدي . قال لها : أريني ما تبيعين ، وعندما أرادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها اندلق منه بعض السمن على ثياب الرجل فغضب غضبا شديدا وقال للمرأة :  لن أبرح حتى تدفعي لي ثمن الثوب ،  ظلت المرأة تستعطفه وتقول له : خلي عني يا سيدي فأنا امرأة مسكينة ، فقال لها : لا لن أبرح الأرض حتى تدفعي لي ثمن الثوب. سألته سيدي وكم ثمن الثوب؟ فقال لها : ألف درهم فقالت له : أنا امرأة مسكينة فمن أين لي بألف درهم ؟ قال لها : لا شأن لي. قالت له ، ارحمني ولا تفضحني يا سيدي فأنا أرملة مسكينة ولي بنات صغار. فقال : لا شأن لي بذلك . وكان هناك شاب يراقبهم فأقبل عليهم وقال : ما شأنك أيتها المرأة فقصت عليه قصتها ، فقال الشاب ، أنا أدفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف درهم وأعطاها لذلك المتكبر. فلما أراد الرجل الإنصراف قال له الشاب : على رسلك أيها الرجل ، فقال له المتكبر ماذا تريد؟ فقال له الشاب ، هل أخذت ثمن الثوب؟ قال : نعم ، فقال الشاب ، فأين الثوب إذن؟ فقال المتكبر: حتى أعود إلى بيتي أم إنك تريد أن أمشي عاريا؟ فقال الشاب : لا شأن لي بذلك ، فقال المتكبر: وإن لم أعطك الثوب؟ فقال الشاب : تعطني الثمن . فقال المتكبر: هذه هي الألف درهم خذها ، فقال الشاب : كلا أنا الذي أحدد ثمن الثوب فهو ملكي فأنا أريد ثمنا للثوب ألفي درهم ، فقال المتكبر: هذا كثير. فقال الشاب : إذن أعطني الثوب، فقال المتكبر:أتريد أن تفضحني؟، فقال الشاب: كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة ، فقال المتكبر: هذا ظلم ، فقال له الشاب : الآن تتكلم عن الظلم . خجل الرجل المتكبر من نفسه وأعطى للشاب ألفي درهم وانصرف ذليلا. فأعطى الشاب الألفي درهم للمرأة ، فقال الناس له هذا مالك فقال: من حكم في ماله ما ظلم. فصارت مثلا.




Previous
Next Post »