13-
من كل بستان زهرة
أحيانا لا يكفي الأعتذار
*****
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، ولما عاد إلى
منزله وهدأت أعصابه بدأ يفكر باتزان، كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟!،ينبغي أن أقوم
وأعتذر لصديقي!، عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له : أسف، فقد خرجت هذه
الكلمة عفوا مني، اغفر لي!. قَبِلَ الصديق اعتذاره، لكن الفلاح عاد ونفسه مُرة،
كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه، ولم يسترح قلبه لما فعله، فالتقي بحكيم القرية
واعترف بما ارتكبه، قائلا له : أريد أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة
خرجت من فمي.
قال له الحكيم : إن أردت أن تستريح املأ جعبتك بريش
الطيور، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل.
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى الحكيم
متهللا، فقد أطاع الحكيم، لكن الحكيم طلب منه طلباً جديداً : اذهب واجمع الريش من
أمام الأبواب.
عاد الفلاح ليجمع الريش، فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم
يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا!. عندئذ قال له الحكيم العجوز : كل
كلمة تنطق بها، أشبه بريشة تضعها أمام بيت أخيك. ما أسهل أن تفعل هذا، لكن ما أصعب
أن ترد الكلمات إلى فمك، لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها!
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon