نظرية الفستق
***********
100% من الأحلام الكبيره كثيرا ما تنتهي بإنجازات
" متوسطه " اما الأحلام المتواضعه فتنتهي حتما بإنجازات ( تافهه ) . الأحلام
الصغيره تعمي بصرك عن الاحتمالات الكبيره ، أما الأحلام الكبيره فتقودك لافاق لم يحلم
بها معظم الناس حولك !! حين تحلم ب( خبزة كاملة ) ستحصل في النهايه على كسره خبز ولكن
حين تحلم ب( مصنع معجنات ) لن تنتهي بأقل من متجر فطائر . الشاطحون في أحلامهم هم من
يقودونا نحو المستقبل ، أما العقلاء و المتحفظون فبالكاد ينجحون في قياده أنفسهم .
لم ادرك شخصياً عبقريه مصطفى محمود إلا حين ألف كتاب النقاد كتابا بعنوان " شطحات
مصطفى محمود " ، ولم ادرك عظمه الروايات العلميه إلا حين حلم كُـتْابها و تنبئوا
قبل زمن طويل بما تحقق هذه الأيام . وانت من جهتك يجب ان تكون حالما ان اردت إنجاز
عظيما ، يجب ان تكون صاحب أحلام كبيره و خيالات جريئة لتصل في النهايه إلى إنجازات
( حتى وإن كانت أقل من طموحاتك ) أفضل من جميع المترددين حولك . وحين يجتمع لديك الحلم
مع قوه الارداه لن تحقق أهدافك فقط ، بل ستجبر العالم على اتباعك و اللحاق بك . انظر
إلى داعيه الحقوق المدينه مارتن لوثر كنج و كيف قدم للسود حلما بإمكانية مساواتهم مع
البيض في أمريكا ( في خطبته الشهيره:لدي حلم التي ألقاها عام 1960 ) . أنظر إلى كـُتاب
الخيال وكيف قدموا لنا أحلامنا يصعب حتى تخيلها (في زمن طرحها لأول مره ) مثل : الطيران
و الصعود إلى القمر و تحول العالم لقريه الكترونيه صغيره . ففي عام 1865 م كتب الفرنسي
جول فيرن روايه بعنوان ( رحله إلى القمر ) و بعدها بمائه عام تقريبا انطلقت ابوللو
11 لوضع أول إنسان على القمر. كتب عن اختراع الغواصه النوويه قبل ظهورها بزمن طويل
( في روايه 20 ألف فرسخ تحت البحر ) وحين ظهرت بالفعل اطلق عليها الأمريكان نفس الاسم.
أما الدوس هيكسلي فتنبأ عام 1932 بظهور اطفال الانابيب في روايه " عالم جديد شجاع
" . وتنبأ الانجليزي آرثر كلارك عام 1970 بظهور الأقمار الصناعيه و شبكه الإنترنت
في روايه " الوليد المرعب "، وما فعله هؤلاء الحالمون أنهم قدموا لنا احلاما
استثنائية و خططا مستقبليه جذبت العلماء و الأوساط العلميه باتجاه تحقيقها
! أيضا لاحظ معي ان الإنجازات التاريخيه العظيمه تقف خلفها شخصيات عظيمه غرزت في أتباعها
الحلم و الإيمان و إمكانية الإنجاز ، لاحظ مثلا كيف شكلت نبوءات المصطفى { صلي الله
عليه وسلم } ( بالفتواحات التاليه لوفاته ) دافعا لأصحابه باتجاه تحقيقها . فالعرب
كانوا حتى موعد البعثه النبوية قبائل متفرقه بأحلام مبعثره ولم يتصوروا أبدا مقارعتهم
لأقوى امبراطوريتين في ذلك الزمان " الروم " و " الفرس " . غير
ان إيمانهم برسالتهم ، و ثقتهم بالتغلب عليهم ، ارتفعت بفضل سلسله من الأحاديث التنبؤيه
المدهشه مثل قوله لأصحابه : ( ان الله زوى لي الارض ، فرأيت مشارقها و مغاربها ، وإن
امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. ) ، وقوله أيضا : ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ،
واذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ) . وأيضا
قوله : ( إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى
اهلها ، فإن لهم ذمه و رحمآ ) . بل وذهب إلى ابعده من ذلك حين قال : ( لتفتحن القسطنطينية
ولنعلم الأمير اميرها ولنعلم الجيش ذلك الجيش ) ( وهذا الحديث بالذات استدعى محاولات
كثيره من الخلفاء الامويين و العباسيين علهم ينالون شرف هذه النبوءه حتى تحققت على
يد محمد الفاتح عام ( 857 هجري ) !! ورغم عدم نيتي المسبقه بالخوض في الأحداث التاريخيه
و النبوءات العلميه ، ولكن لا بأس بذلك في حال اقنعتك بضرورة وجود حلم فردي يحثك على
اي إنجاز عظيم. فحين تصنع حلمك الخاص تكون قد قطعت شوطا كبيرا في إنجازه. وكلما صنعته
كبيرا كلما كانت ( النتيجه ) اكبر من المعتاد وإجراءات تنفيذيه أسهل من المتوقع .النظريه
بإختصار: لا يمكن إنجاز حلم غير موجود او تحقيق هدف لآ يشغل بالك . أحلم احلاما كبيره
، لتصل في النهايه إلى إنجازات اقل من طموحاتك ولكنها في النهايه افضل من بقيه الناس
. ان الأحلام الكبيره قد تنتهي بإنجازات ( متوسطة ) ولكن الأحلام المتواضعه ستنتهي
حتما بإنجازات تافهه . إن لــــــم تحلــــــم به فكيــــــف ستحقق
أحــلامك .
نظرية الفستق : فهد عامرالأحمدي
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon