"في الحب والحياة"


 

"في الحب والحياة"

***************

جاء في كتاب "في الحب والحياة" للدكتور مصطفى محمود .

أيام زمان لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لاجتذاب الرجل فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه كان مجذوبا يتلصص وراءها من ثقوب الأبواب ومن ثقوب البراقع ويقف ملطوعاً بالساعات في الشوارع على أمل أن يظهر ظلها من خلف شيش النافذة أو تظهر يدها وهي تمتد إلى القلة أو أصيص الزهر كان مجذوباً لأنه لم يكن يعثر لها على أثر كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال  ، وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الطرقات ولا يظهر في المدارس ولا في المكاتب وإنما يختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب ويأتيها الزواج حتى الباب ولكن الظروف الآن تغيرت تماماً خرجت المرأة من البيت إلى الشارع والحقيقة أننا نحن الذين ضحكنا عليها وأخرجناها بحجة الحرية والتحرر والنهضة النسائية إلى آخر اللعبة التى لعبناها لتخرج من خدرها ونتمتع برؤيتها بكم قصير وصدر عريان وأخيراً بالمايوه كل هذا ببلاش بدون زواج .ولم نكتف بهذا بل أزحنا عن كاهلنا نصف أعمالنا ووضعناها على أكتافها وتعالي جاء دورك يا شريكة العمر وصرخت شريكة العمر فقلنا "عيب .. فين الكفاح .. أنت إمرأة عظيمة مكافحة .. بطلة .. قديسة .. إنسانة حرة .. ولدت حرة .. وتعيشين حرة .. ولا نستطيع أن نحتكر شرف العمل والكفاح لنا وحدنا .. لقد جاء الوقت الذي تنتزعين فيه راية العمل والكفاح من أيدينا برغم أنفنا " والحقيقة أن الحكاية لم تحدث برغم أنفنا وإنما بتدبيرنا ، ونتيجة هذا التطور، كانت نتيجة خطرة لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي الهزار والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة والجري واللعب وتناول الغداء معا والعشاء معا والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم .. وهكذا فقدت المرأة هيبتها وأصبحت قريبة وسهلة وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر.


Previous
Next Post »