الجواب عند أبي مشعاب



الجواب عند أبي مشعاب

********************
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " آل عمران ١٨٠
المال و النجاح لا يغيران الإنسان بل يظهران حقيقته،فكل ما يدخره البخيل سيتركه وراءه ليطمع فيه الطماعون .
يحكى أن رجلا غنيا جدا يملك عقارات ومحال وشقق، لكنه كان بخيلا وكان يسمى أبا الروس لأنه كان لبخله لا يشتري إلا رؤوس الغنم، وفي أحد الأيام ذهب لأخذ أجرة أحد البيوت من مستأجر فلم يجده فقال سأنتظره في المسجد، فدخل رجل ودعى كل من في المسجد لتناول الطعام في منزله، وذهب أبو الروس معهم، وكان لبخله رث الثياب فظنوه فقيرا، فلما دخل البيت رأى الخدم والأثاث الفخم، وكان الطعام خواريف محشية، وبعد الأكل ذهب ليشكر صاحب البيت ويتعرف عليه فقال من تكون؟ فقال الرجل : أنا أبو مشعاب فقال هل حضرتك أمير أم وزير أم تاجر، قال أبو مشعاب : أنا لا شيء مما ذكرت أنا رجل عادي لكني كنت كلما مات رجل غني تزوجت امرأته، وقد تزوجت حتى الآن ثلاث نساء، وما أنا فيه من نعمة فهو منهن، أما المكان الرابع فقد هيأته لامرأة رجل يدعى أبا الروس وبإذن الله سأتزوجها بعد موته فورا، فخرج أبو الروس من عند أبي مشعاب، وذهب إلى السوق واشترى كل ما لذ وطاب من لحوم وحلويات وفواكه واشترى لزوجته وأولاده الملابس وكل ما يحتاجونه ولما وصل البيت كادت العائلة تصعق فلم يصدقوا ما يشاهدون، ونادى زوجته واعطاها المال الوفير وأعطى أولاده، ودخل فاستحم ولبس حلة جديدة، وبعد أن جلس مع زوجته سألته اصدقني القول ما الذي حدث؟ فقال لها الجواب عند أبي مشعاب.


Previous
Next Post »