تجارة
لن تبور
***********
"إِنَّ
الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (فاطر 29 )
جاءت
امرأة إلى داوود "عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام " فقالت: يا نبي الله
، أربَّك ظالم أم عادل ؟! فقال داود : ويحك يا امرأة ! هو العادل الذي لا يجور، ثم
قال لها: ما قصتك؟؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل بصُنع يدي ،
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأشتري قوت
أطفالي ، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة والغزل وذهب، فبينما المرأة مع
داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول وإذا بعشرة
من التجار كل واحد بيده مائة دينارفقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها ، فقال لهم
داود عليه السلام : ما كان سبب حملكم هذا المال ؟ قالوا: يا نبي الله كنا في مركب
فهاجت علينا الريح، وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ، ونذرنا لله أن يتصدّق
كل واحد منا بمائة دينار وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فالتفت داود "عليه
السلام " إلى المرأة وقال لها : ربٌ يتاجرُ لكِ في البر والبحر وتجعلينه
ظالمًا ، و أعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك . إن الله لا يبتليك بشيء
إلا وبه خير لك ، حتى وإن ظننت العكس ، فأرح قلبك ، لَولا البَلاء لكانَ يُوسف مُدلّلا
فِي حضن أبيه ولكِنّه مَع البلَاء صارعَزِيز مِصر، أنْ هُناكَ شَيئاً يَنتظْرُكمَ
بعَد الصَبر ، ليبهركم فيْنسيّكم مَرارَة الألَمْ .
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon