قصة
مثل (منْ يصنع المعروفَ في غير أهله )
***********
يحكى
أن جماعة من العرب خرجت للصيد ، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها ، وكان العرب يطلقون
عليها أم عامر ، وكان يومها الجو شديد الحر ، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي ،
فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد ، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة ، فخرج
شاهرًا سيفه ، وسأل القوم : ما بالهم ؟ فقالوا : طريدتنا
ونريدها ، فقال الأعرابي الشهم الذي رق قلبه على الحيوان المفترس : إنها قد أصبحت
في جواري ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي ، فانصرف القوم ، ونظر الأعرابي
إلى أم عامر فوجدها جائعة ، فحلب شاته ، وقدم لها الحليب ، فشربت حتى ارتدت لها
العافية ، وأصبحت في وافر الصحة. وفي الليل نام
الأعرابي مرتاح البال فرحًا بما فعل للضبع من إحسان ، لكن أنثى الضبع بفطرتها
المفترسة نظرت إليها وهو نائم ، ثم انقضت عليه ، وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها
تركته وسارت.وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي
يطلبه ، وجده مقتولًا ، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع ، فاقتفى أثرها حتى
وجدها ، فرماها بسهم فأرداها قتيلة ، وبعدها أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلًا
يردده الناس حتى وقتنا هذا :
ومنْ
يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى
مجيرُ أم ِّ عامر ِ
أدام
لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاما ٌ وألبان
اللـــقاح ِ الدرائـــــــر ِ
وسمـَّـنها
حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْه ُ
بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ
فقلْ
لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ **** بدا يصنعُ المعروفَ
في غير شــاكر ِ
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon