عيـب*********
تحيـاتي
للمرحومـة كلمـة ( عيب) التي كانت قا ئدة و
رائدة في زمن الآباء و الأجداد و حكمت العلاقات بالذوق و وضعت الحجر الأساس لأصول التربية السليمة ، تحياتي لتلك الكلمة
التي عرفناها من أفواه الأمهات و الآباء ، تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة
مختزلة في أحرف ، تحياتي لأكاديمية (عيب) التي خرّجت زوجات صابرات ، صنعن مجتمعات
الذوق و الإحترام و تخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة و الرجولة. أبجديات (عيب) جامعة بحد ذاتها و حروفها المجانية بألف دورة مدفوعة
التكاليف ، بحروفك يا كلمة عيب النابعة من تعاليم ديننا ، قدَّر الصغير الكبير ،واحترم الجار جاره ، و تداولنا صلة الأرحام بمحبة و
شوق واحترمت الزوجة أهل زوجها وأحبتهم مثل أهلها ، كان الأب يقف و يقول عيب : عمك ، خالك ،
جارك ، سَلِّم ، سامح ، إنه العيب . حروفك ياعزيزتي
(عيب) نطق بها أبآؤنا ليعلمونا تعاليم الدين و إقامة أركان الإسلام و تأدية
الفرآئض .كان يقال للبنت : (عيب) لا ترفعي صوتك
،عيب لا تلبسي كذا فتربت البنات على الحشمة و الستر و الأدب و تربى الشباب على غض
البصر، عيب لا تنظر للنساء .و تربى الصغار على
عيب لا تنقلوا سر الجار و الدار ،( عيب ) كانت منبراً و خطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم الدينية البسيطة ، لم
يكونوا خطباء و لا دعاة أو مُفتين ، و إنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة و ذم رذيلة
. كلمة (عيب) ثُـرنا عليها ذات يوم عندما قلنا عَلَّمُونا العيب قبل (الحرام)
وتمردنا عليها ظناً منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة "عيب" و لا شقيقتها الكبرى
"حرام" في التفاهم مع سلوكياته
أو مع التطوير و التزوير المستمر في العصر و المفاهيم و القيم حتى ماتت كلمة عيب و
انتهت من قاموس التربية .إنا لله وإنا إليه راجعون
.تحياتي
من القلب للمرحومة كلمة (عيب) ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة
واحدة يبنوا بها أجيالاً تعرف الأدب و التقدير و الإحترام في الوقت الذي أخفقت
محاولاتنا بكل أبجديات التربية المتطورة أن تنمي فيهم هذه الصفات والأخلاق النبيلة
.
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon