صعوبات الحياة الزوجية




صعوبات الحياة الزوجية
************
لو سألت أي إنسان متزوج: ما هي الصعوبات التي تواجهها في حياتك الزوجية؟
سيجيبك بتلقائية وبلا تفكير :  "أقولك على أيه... ولا أيه... ولا أيه" !!!
في الحقيقة هو لا يبالغ ، المتزوج يواجه في حياته كم من التفاصيل اللامتناهية  ، فالزوج لديه تفاصيل كثيرة في عمله ، و لديه مسؤوليات بيته ، ولديه قوائم لا تنتهي من الطلبات ، مشغول بترتيب أدق تفاصيل حياة أولاده حتى الخروج و الفسح . والزوجة تفاصيلها أكثر ، فهي في شغل لا ينقطع في البيت، و مشغولة بطلبات الأولاد و طعام الأولاد  ونوم الأولاد  ومذاكرة الأولاد ، قائمة لا يمكن تخيل دقائق تفاصيلها،فما بالك إذا كانت تعمل موظفة في إحدي مؤسسات الدولة بجوار ذلك .إنها التفاصيل، البحر الهادر الذي يأكل عمر المرء و لا يترك له إلا الفتات ليلتقط أنفاسه ، ولكن هناك بُعد آخر لا يدركه ذاك الغارق في التفاصيل .
أن الإنسان إذا كانت نيته صالحة في أصل العمل فإنه يؤجر على هذا العمل ، و يؤجرعلى أدق تفاصيل العمل ،اسمتع لهذا الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " الخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ : لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَأَطَالَ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ المَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ أَرْوَاثُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ، فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً، وَنِوَاءً لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ فَهِيَ وِزْرٌ عَلَى ذَلِكَ " (البخاري) [معانى المفردات: الطيل، هو الحبل الذي يربط فيه الفرس، فاستنت: أي جرت، الشرف: العالي من الأرض] ومعنى الحديث: أن الرجل الذي جعل فرسه في سبيل الله، فهو يؤجرعلى كل شيء خاص بهذا الفرس، أكله و شربه ، جريه و لعبه ، كل شيء يؤجر عليه، حتى في الأوقات العادية التي لا يستخدم فيها في شيء أصلاً، حتى و هو مربوط في المرعي ، حتى لو مر بنهر فشرب شرباً عابراً ، كل هذه التفاصيل يؤجر عليها صاحبه .
قال الحافظ ابن حجر: " أن الإنسان يؤجر على التفاصيل التي تقع في فعل الطاعة إذا قصد أصلها وإن لم يقصد تلك التفاصيل . إنها تفاصيل  رغم أنها تقتل المرء غماً ، فإنها تفتح أبواب الأمل لصاحب النية الصالحة الصادقة ، فيا صاحب التفاصيل أحسن النية في أصل عملك ، تؤجر على التفاصيل التي تشغلك ، اللهم اشغلنا بطاعتك وتقبل منا صالح الأعمال يارب العالمين.




Previous
Next Post »