هل انا فقيـر
*******
لم
أخبر أولادي قط عن ماهية وظيفتي ، لم أردهم يومًا ان يشعروا بالخجل بسببي ،عندما
كانت تسألني طفلتي الصغيرة عن عملي ، كنت أخبرها بتردد أني مُجرد عامل يدوي .وقبل أن أعود لمنزلي
يوميًا ، إعتدت الإستحمام في أحد الحمامات العامة حتى لا يستطيعوا معرفة ماذا كنت
أفعل. أردت إرسال جميع
بناتي إلى المدرسة ، أردت تعليمهم ، أردتهم أن يقفوا أمام الناس بكل كرامة وإعتزاز،
لم أُرد أن ينظر إليهم أحد بإحتقار كما يفعل الناس معي، فهم مُعتادون على إهانتي. ادخرت كل قرش ممكن من دخلي من أجل تعليم بناتي ، لم أشتري قميصًا جديدًا قط وبدلًا من ذلك كنت استخدم ذلك المال في شراء
كتبهم الدراسية .وفي اليوم السابق لموعد تقديم ابنتي الأولى
للجامعة لم أتمكن من توفير رسوم قبول جامعتها، لم استطع العمل في ذلك اليوم وبدلًا
من ذلك جلست بجوار القمامة محاولًا أن أخفي دموعي، نظر إلي جميع زملائي، لكن لم
يقترب أي منهم مني أو حاول الكلام معي. لقد فشلت في تحقيق
حلمها بدخول الجامعة وأنا أشعر بالحزن وانكسار القلب، لا أعلم كيف سأواجه ابنتي
اليوم وكيف سأجيبها عندما تسألني عن تلك النقود بمجرد دخولي إلى المنزل! لقد ولدت فقيرًا لقد آمنت حقًا أنه لا يمكن لشيء جيد أن يحدث لشخص فقير
وخصوصًا كحالتي ، بعد العمل أتى إلي جميع زُملائي وقبل أن يتحدثوا بشيء ، جلسوا
بجواري على الأرض وسألوني ، هل تعتبرنا أخوة لك !؟ وقبل أن أجيب ، وجدتهم يعطونني
أجر عملهم لذلك اليوم ،
وعندما حاولت الرفض، واجهوني قائلين، سنجوع اليوم إذا تطلب الأمر، لكن لابد أن تذهب إبنتنا إلى الجامعة ، إنهمرت في البكاء ولم استطع الرفض. في ذلك اليوم لم أذهب إلى الحمام للإستحمام كعادتي قبل العودة إلى المنزل. لقد رجعت كعامل النظافة المُتسخ الذي كُنت عليه دومًا ، الآن ها هي إبنتي على وشك الإنتهاء من دراستها الجامعية ، ثلاثة منهن لم يسمحوا لي بالذهاب للعمل بعد الآن، لديها الأن عمل بدوام جزئي بجانب الجامعة والثلاثة الآخرين لديهن منح جامعية مجانية. وفي بعض الأحيان يأخذني أولادي لعملي القديم حتى يمكننا تقديم الطعام لكافة زملائي ، وجد أحدهم الأمر مُضحكًا وسألها، لماذا تُقدمين لنا كُل هذا الطعام؟! أخبرتهم ابنتي "جميعكم تضورتم جوعًا يومًا حتى أستطيع أن أصير ما أنا عليه الآن، فأدعوا الله أن اتمكن من إطعامكم جميعًا كُل يوم." الآن لم أعد أشعر أني شخص فقير، فكيف أكون فقير وأنا أمتلك أولاد كهولاء!
وعندما حاولت الرفض، واجهوني قائلين، سنجوع اليوم إذا تطلب الأمر، لكن لابد أن تذهب إبنتنا إلى الجامعة ، إنهمرت في البكاء ولم استطع الرفض. في ذلك اليوم لم أذهب إلى الحمام للإستحمام كعادتي قبل العودة إلى المنزل. لقد رجعت كعامل النظافة المُتسخ الذي كُنت عليه دومًا ، الآن ها هي إبنتي على وشك الإنتهاء من دراستها الجامعية ، ثلاثة منهن لم يسمحوا لي بالذهاب للعمل بعد الآن، لديها الأن عمل بدوام جزئي بجانب الجامعة والثلاثة الآخرين لديهن منح جامعية مجانية. وفي بعض الأحيان يأخذني أولادي لعملي القديم حتى يمكننا تقديم الطعام لكافة زملائي ، وجد أحدهم الأمر مُضحكًا وسألها، لماذا تُقدمين لنا كُل هذا الطعام؟! أخبرتهم ابنتي "جميعكم تضورتم جوعًا يومًا حتى أستطيع أن أصير ما أنا عليه الآن، فأدعوا الله أن اتمكن من إطعامكم جميعًا كُل يوم." الآن لم أعد أشعر أني شخص فقير، فكيف أكون فقير وأنا أمتلك أولاد كهولاء!
*******
Sign up here with your email
ConversionConversion EmoticonEmoticon