قصة مثل (النصيحة بجمل)




قصة مثل (النصيحة بجمل)
*********************
كان يعيش في البادية شاب يُدعي اسماعيل وقرر الزواج ، فاختار ابنة عمة ليتزوج بها. وقامت الافراح والليالي الملاح وبعد شهر اشتد عليهم الامر وقرر السفر طلبا للرزق . فودع اهل بيتة وانطلق في طريقة مسافرا،الى ان وصل بلدة بعيدة عنهم بعد عناء سفر قارب على الشهر من مشقة الطريق ونال منه السفر ما نال ، واخذ يسائل عن عمل ، وبعد ايام وجد ضالته عند رجل يمتلك قطيعا من الجمال يقال له (ابو نصوح) يشتهور بالنصح بالمال ، ونصائحه جيدة ، واشترط معه ( ابو نصوح ) ان يعمل عنده عشر سنوات وله اجرة عن كل سنه جملا. وافق اسماعيل واستمر بالعمل عشر سنوات .وحين حانت ساعة الرحيل الى بلده قال لصاحب العمل (ابو نصوح )هل لك ان تنصحني ، فرد عليه (ابو نصوح) : النصيحة بجمل،استغرب اسماعيل وفكر و لم يتردد وقبل بالامر. قال (ابو نصوح) اسمع النصيحة الاولى : اذا كنت في سفر والتقيت بشاب أمرد " ليس له لحية ولا شارب " ، فخذ حذرك منه ، إنه ملعون وقاطع طريق ،لا يصون لقمة العيش ولا يرعى في الله لومة لائم  يقتل الناس ويغدرهم مهما فعلت لاجله لا يثمر معة المعروف.قال له اسماعيل : قل يا (ابو نصوح)اسمعك ما النصيحة الثانية ، فقال : اذا انت مسافر بالطريق والتقيت قوم يسكنون في مجرى السيل فلا تسكن معهم وارتحل الى مكان مرتفع بعيدا، حتى لو قالوا لك نحن نسكن هنا من عشرات السنين ولم يجري اي سيـل هنا، ثم صمت فقال له اسماعيل : زدني يا (ابو نصوح) بنصيحة اخري.فقال له كما تريد ولكنها بجمل ثالث فوافق وقال : اذا وصلت الى دياركم واقتربت من دارك ادخل على اهل بيتك بالصباح ولا تدخل عليهم بالمساء وهم نيام. أخذ (ابو نصوح)من اسماعيل ثلاث جمال أجر ثلاث سنوات. ودع اسماعيل (ابو نصوح)وانطلق مسافرا بجماله السبعة وبعد عدة ايام التقى بشخص أمرد لا ينبت بوجهه شعر ولا بشاربة ، فتذكر النصيحة الاولى ، وبعد ان تعارفا على بعضهما جلسا يتسامران ثم واكلا سويا ، قال (الامرد) : اريد ان انام . فانتبه اسماعيل ، واخذ يضع بعض الحجارة على شكل انسان ووضع عليها عبائته وذهب ينام في مكان قريب مختبئا ويقظا . وبعد ان انقضاء جُزء من الليل ، نهض (الامرد) واستل خنجرة وهوى بها على اسماعيل صاحب الجمال ليقتلة معتقدا انه يرقد فكانت المفاجئة انه لم يقتل اسماعيل.فباغتة اسماعيل بضربة اردتة قتيلا وقال في نفسه ما ذهب الجمل الاول هباء انقذ عمري وانقذ جمالي. واستمر بالمسير ليالي وايام وحين وصل الى قوم يسكنون مجرى وادي استضافوه وطلبوا منه المكوث معهم فقال لهم: هذا مجرى السيل ! ، فقالو له : نسكن هنا منذ عشرات السنين ولم ياتي اي سيلفاستاذن منهم واختار مكان مرتفع وبات مع جماله هذه الليله. وحين استيقظ صباحا لم يرى من سكان الوادي لا مساكن ولا ناس ووجد بقايا المياة ، فعرف ان الوادي قد جرفهم وقتلهم جميعا. فتذكر اسماعيل الجمل الثاني وقال في نفسه لا ضير ان اخذ مني (ابو نصوح ) الجمل الثاني لقد انقذ عمري وانقذ جمالي وحمد للهواستمر اسماعيل بالمسير حتى وصل الى بلدتة وكان وقت وصوله كان بعد منتصف الليل فتردد هل يدخل على اهل بيته او ينتظر لقد اشتاق الى زوجتة ويريد ان يفرحها بعودته ، فقال سوف ادخل واراها واخرج ولا اريد او اوقظها ، فدخل عليها وهي نائمة فوجد بجانبها رجلا لم  يميزة ولكنه في نفسه استشاط غيظا،وسحب خنجرة اراد ان يقتلهم جميعا ، فتذكر نصيحة (ابو نصوح) لا تدخل مساءاً وادخل صباحاًفانصرف ونام في المكان المخصص للضيوف دون ان يوقظ زوجتة. واستيقظت الزوجة مبكرا وذهبت الى المكان المخصص للضيوف فنظرت فاذا هو ابن عمها وزوجها قد عاد من السفر ففرحت كثيرا واسرعت في تحضير الطعام له  ، ثم ايقظته من نومة فامسك بها من رقبتها وقال لها : مع من كنتي تبيتين الليلة لقد رائت رجلا بجوارك ؟فابتسمت وقالت له: على رسلك ابن عمي هذا ابنك (ادهم) لقد تركتني وانا حامل به في شهري الاول وها هو الان ابن عشر سنوات ، فهدأ  واعتذر منها وطلب منها ان تسامحة فقالت له: لا عليك هذا تصرف طبيعي منك فانت غائب عنا منذ عشر سنوات وصاحت على ابنها ( ادهم )تعال ياولدي سلم على ابوك ففرح الاب بابنه وعانقه عناق المشتاق . فتذكر النصيحة الثالثة (لأبو نصوح) فلم يذهب الجمل الثالث هباءً ، فلو تصرف بحماقة و دخل عليها ليلا لثار وقتلها ومن معها وبالتالي سوف يقتله اهلها و يضيع عمره وتضيع جماله. فها هو اسماعيل وزوجتة وابنه ادهم يعيشون في هناء وخير وجماله معه بسبب نصائح (ابو نصوح) فشكر الله على النعمة والعقل والتروي والتصرف بحكمة، وصارت حكمة مشهورة حتي الآن " النصيحة بجمل" .


Previous
Next Post »